وقد أتی الدین الإسلامي بقواعد وقوانین کثیرة لتأطیر التزاوج ومن قواعد الإسلام منع التزاوج بین المسلمین والمشرکین.

وقال الله سبحانه وتعالی في ذلك "وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا ... وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (البقرة / 221).

ویقول المرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى مكارم الشيرازي في تفسیر "نمونه"(الأمثل) للقرآن الکریم عند تفسیره الآیة الکریمة أنها توضح حکم الزواج من المشرکات وإنها تفید بأن هدف الزواج لیس الملذات الجنسیة فحسب إنما المرأة شریکة الرجل في حیاته ومربیة أبناءه ویها تکتمل شخصیته وبهذا کیف یمکن قبول الشرك وعواقبه السیئة مقابل مظهر جمیل أو قدر من المال والثروة.

وقال المفسر الايراني للقرآن الكريم الشیخ "محسن قرائتي" في تفسیر "النور" للقرآن أن الآیة تفید التالي:

أولاً: لیس للمسلمین الحق في التقارب الأسري من المشرکین لقوله تعالی "وَ لا تَنْكِحُوا".

ثانیاً: الإیمان هو الأصل في إختیار الزوجة وإن الزواج من النساء الکافرات ممنوع في الإسلام "وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ".

ثالثاً: لَا يَغُرَّنَّكُمْ الجمال والثراء في الزواج "وَ لَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ... وَ لَوْ أَعْجَبَكُمْ".

رابعاً: لایسدّ المال والجمال والمقام محل الإیمان "وَ لَوْ أَعْجَبَكُمْ".

خامساً: تزوجوا من النساء الفقیرات إن کنّ مؤمنات "لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ ... لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ".

سادساً: یجب سوق الغریزة في إتجاه تعالیم الدین "حَتَّى يُؤْمِنَّ ... حَتَّى يُؤْمِنُوا".

سابعاً: الإیمان أساس العزة والشرك رمز السقوط.

ثامناً: الإیمان قبل الزواج وأن لا تظنوا أنهن یؤمنّ بعد الزواج "حَتَّى يُؤْمِنَّ ... حَتَّى يُؤْمِنُوا".

تاسعاً: إجتنبوا تغلغل المشرکین فی حیاة المسلمین وإنتبهوا إلی مخاطر الزواج من المشرکات "أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ".

عاشراً: الزوجة المشرکة تأخذ بزوجها إلی الجحیم "يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ".

أحدعشراً: سبیل الجنة هو الإمتثال لله "وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ".

ثاني عشراً: المغفرة من عند الله ولیس کما یقول النصاری بأنها من عند رجال الدین "وَ الْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ".

ثالث عشراً: الإنسان یعي الحقیقة بفطرته وإن تبیین الأحکام في الشریعة جاء للتذکیر "لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ".