ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة..

ضالَّة العاقل موجودة وليست بعيدة المَنال

0:19 - January 27, 2024
رمز الخبر: 3494356
بيروت ـ إکنا: إنَّ ضالَّة العاقل موجودة وليست بعيدة المَنال لأنه لا يطلب المستحيل، وما يطلبه يسعى إليه فأما الجاهل فكل ما يطلبه غير موجود لأنه إذا طلب لا يعمل ولا يؤَهِل نفسه بالمؤهلات الضرورية لينال ما يطلب، أو قد يطلب ما يستحيل حصوله له ولسواه.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "ضالَّةُ الْجاهِلِ غَيرُ مَوْجُودَةٍ".
 
الضَّالَّةُ: ما ضَلَّ مِنَ البَهائِم، ويُطلَق على الذَّكَرِ والأُنثى، يُقالُ: ضَلَّ الشَّيءُ: إذا ضاع، وضَلَّ البَعِيرُ أيْ غابَ وخَفِيَ مَوْضِعُه، وقد تُطلَقُ الضَّالَّةُ على الـمَعانِي، كأنْ يُقالَ مثلاً: "الحِكْمَةُ ضَالَّةُ الـمُؤمِنِ".
 
والحقُّ أن ما من إنسان إلا ويبحث عن ضالة له، تتناسب مع تطلعاته وغاياته وأهدافه وطموحاته وتفكيره ووعيه، فالمؤمن -ولا يكون مؤمناً إلا إذا عاقلاً لأن العقل منشأ الإيمان وأساسه الراسخ- يبحث عمّا يعلم أنه قادر الفوز به وإن كَلَّفَه ذلك التعب والنَّصَب والصبر على مشقات الطلب، سواء كان ما يطلبه أمراً دنيوياً أم أمراً أخروياً، وسواء كان أمراً مادياً أم أمراً معنوياً، فيطلب من الدنيا ما يعلم أنه مقدور عليه.

يطلب العلم والمعرفة، وهو قادر على بلوغ مراتب عالية فيهما، ويطلب الحكمة ويعلم أنه قادر على أن ينالها بسعيه ووعيه، ويطلب الأخلاق العالية ويعلم أنه قادر على تهذيب نفسه والبلوغ بها الدرجات العالية في الأخلاق، ويطلب الإيمان، ويطلب الرزق والغِنى ويعلم أنه إن سعى إليهما وشاء الله له ذلك نال ما أراد، ويطلب الوظيفة المرموقة ويعلم أنه قادر عليها إن حاز المُؤَهِّلات التي تؤهله لها، ويطلب رضوان الله والقرب منه ويعلم أنه قادر على ذلك، ويطلب الفوز بالدرجات العالية في الآخرة والنعيم المقيم ويعلم أنه قادر على ذلك.

ولا يطلب ما لا يكون لعلمه أنه لا يكون، لا يطلب أن يكون عالماً دون أن يتعلم، ولا يطلب أن يكون عارفاً دون أن يكون له سير في طرق المعرفة، ولا يطلب أن ينال وظيفة مرموقة من دون أن تكون له مؤهلات تؤهله لها، ولا يطلب أن يأتيه الرزق دون أن يسعى في طلبه، ولا يطلب أن ينال رضوان الله دون أن يُرضيَ الله بأفعاله وأحواله، ولا يطلب أن يكون في الجنة دون أن يعمل لها. 
 
إنَّ ضالَّة العاقل موجودة وليست بعيدة المَنال لأنه لا يطلب المستحيل، وما يطلبه يسعى إليه فأما الجاهل فكل ما يطلبه غير موجود لأنه إذا طلب لا يعمل ولا يؤَهِل نفسه بالمؤهلات الضرورية لينال ما يطلب، أو قد يطلب ما يستحيل حصوله له ولسواه.
 
إذا أردتَ أن تجد ضالتك فاطلب الممكن ولا تطلب المستحيل، وإذا أردتَ أن يتحقق لك ما تريد فأرد ما يكون وما تقدر عليه، ولا تُرِد ما لا يكون، أو ما يكون ولكنك لا تقدر عليه بسبب ظروفك أو عدم علمك ومعرفتك وخبرتك. 

بقلم الکاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
 
captcha